16.05.2024

كيف يوصلك التحرك الجانبي إلى الترقية الوظيفية

من صالح الشركات أن تهيئ لموظفها فرصة التحرك الجانبي (كالسلطعون) إذا أرادت رفع احتمال بقائه لديها. 

صورة السلطعون المجازية في العنوان ليست من ابتداعي، بل يعود الفضل فيها إلى عنوان عمود «بارتلبي» الجديد في الإيكونومست: «السر في النجاح الوظيفي قد يكمن في التحرُّك جانبيًّا: لماذا عليك أن تكون أشبه بالسلطعون؟» وفي هذا العمود يورد بارتلبي الأسباب وراء التفكير خارج الصندوق المحدود لصورة «السلم الوظيفي» التقليدية. 

فما الذي يعنيه بارتلبي أصلًا بالتحرُّك الجانبي في مسارك الوظيفي؟ 

التحرُّك الجانبي الأفقي يعني انتقالك ضمن درجتك الوظيفية وراتبك ذاته بين فرق عمل مختلفة في المؤسسة. قبولك لهذا التحرُّك يعني اكتسابك مهارات جديدة، وتوسيع شبكة علاقاتك. كما يعني أيضًا اختبار الأداء الوظيفي لعدد أكبر من الموظفين على المستويات الثلاث: ممن هم في درجتك، من هم أعلى منك درجة، ومن هم أدنى منك درجة. 

مكتسباتك من التحرك الجانبي ستجد ثمارها في تسريع ارتقائك على السلم الوظيفي. فالتوجه الآن لدى المؤسسات والشركات -سواء الشركة التي تعمل فيها أم الباحثة عن موظفين- التركيز في سيرتك الذاتيةعلى تطورك المهاري لا على الشهادات والمسميات الوظيفية. أما معرفتك بعدد كبير من الموظفين عن قرب في مؤسستك من خلال تعاونك معهم، يعني أنك أقدر إداريًّا على إيكال المهام الصحيحة المناسبة لقدراتهم متى توليت منصبًا في الإدارة العليا. 

أما المكتسب الشخصي فهو أنَّ التحرك الجانبي يقيك شر الملل. فمن الطبيعي أن يضجرك الروتين بعد فترة، لكن إن استمر فترة طويلة دون تجديد فتأثيره فيك سيكون أشد. ولإثبات هذه النظرية يورد «بارتلبي» تجربة أجرتها شانتيل ندركورن في جامعة ماسترخت في ورقة عملية بعنوان «إيلام النفس بسبب الضجر» (Self-inflicted Pain out of Boredom). تقوم التجربة على عرض أفلام مملة على مجموعة المشاركين، مع منحهم خيار صعق أنفسهم بالكهرباء. وخلصت التجربة إلى أنَّ كلما كان الفلم أشد مللًا، ازداد عدد مرات الصعق وحدَّته. 

لهذا فمن صالح الشركات، كما يقول دونالد سول الأستاذ في معهد ماساتشوستس للتقنية في دراسةنشرها عام 2022، أن تهيئ لموظفها فرصة التحرك الجانبي إذا أرادت رفع احتمال بقائه لديها وعدم التسرب منها إلى شركة أخرى.  

ثمة فائدة عظيمة لعمود «بارتلبي» ومجلة «هارفارد بزنس ريفيو» وصفحات النصائح المهنية في كل نشرة وصحيفة وموقع مدونات، وصدقًا تسهم في تحسين تجربتك الوظيفية. لكنها أيضًا تذكير متواصل بالجهد الجهيد نفسيًّا ومهاريًّا وجسديًّا الذي بات موظف اليوم يبذله، وارتفاع منسوب الطاقة التي باتت الوظيفة تستهلكها من حياته لكي يواكب التغير في الخطط والتوقعات.  

لذا لا تنس لدى تطبيقك نصيحة التحرك الوظيفي السلطعوني، أن تترك حيزًا في حياتك لممارسة الحياة باسترخاء كما لو كنت سلطعونًا ظريفًا يتمشى جانبيًا على رمال الشاطئ بلا أي هدف. 

المصدر : The Economist